the face of islam منتدي وجه الاسلام
اهلا و سهلا بك في منتدي وجه الاسلام يمكنك الاستفاده من جميع المواضيع الموجوده داخل المنتدي فجميع الروابط الموجوده متاحه للجميع و ان اردت المشاركه معنا فيسعدنا ان تنضم الينا و تشارك و لك الاجر والثواب
the face of islam منتدي وجه الاسلام
اهلا و سهلا بك في منتدي وجه الاسلام يمكنك الاستفاده من جميع المواضيع الموجوده داخل المنتدي فجميع الروابط الموجوده متاحه للجميع و ان اردت المشاركه معنا فيسعدنا ان تنضم الينا و تشارك و لك الاجر والثواب
the face of islam منتدي وجه الاسلام
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
the face of islam منتدي وجه الاسلام

the image of islam
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
لا إله إلا وحده لا شريك لهُ ، لهُ الملك ، ولهُ الحمدُ ، وهو على كل شيء قدير--سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم--سبحان الله ، والحمد لله ،ولا إله إلا الله ، والله أكبر--لا حول ولا قوة إلا بالله
المواضيع الأخيرة
» الرد علي من يزعم أن السلطان عبد الحميد الثاني فرط بفلسطين
مفاهيم إسلامية:العدل Emptyالإثنين أبريل 11, 2011 12:25 am من طرف الحامل لهم المسلمين

» تعرف اكثر علي شيخنا الكبير محمد متولي الشعراوي من خلال سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته
مفاهيم إسلامية:العدل Emptyالإثنين يوليو 19, 2010 6:18 am من طرف Admin

» تعرف اكثر علي شيخنا الكبير عبدالحميد كشك من خلال سيرة مختصره عن الشيخ ومعلومات عن حياته
مفاهيم إسلامية:العدل Emptyالإثنين يوليو 19, 2010 6:10 am من طرف Admin

» تعرف اكثر علي شيخنا الكبير محمد حسان من خلال سيرة الشيخ ومعلومات عن حياته
مفاهيم إسلامية:العدل Emptyالإثنين يوليو 19, 2010 5:45 am من طرف Admin

» القران الكريم تلاوة الشيخ محمد جبريل
مفاهيم إسلامية:العدل Emptyالأحد يوليو 18, 2010 8:42 pm من طرف Admin

» القران الكريم تلاوة الشيخ محمود علي البنا
مفاهيم إسلامية:العدل Emptyالأحد يوليو 18, 2010 8:29 pm من طرف Admin

» القران الكريم تلاوة الشيخ محمود خليل الحصري
مفاهيم إسلامية:العدل Emptyالأحد يوليو 18, 2010 8:23 pm من طرف Admin

» القران الكريم تلاوة الشيخ عبد الباسط عبد الصمد
مفاهيم إسلامية:العدل Emptyالأحد يوليو 18, 2010 8:17 pm من طرف Admin

» القران الكريم تلاوة الشيخ محمد صديق المنشاوي
مفاهيم إسلامية:العدل Emptyالأحد يوليو 18, 2010 8:12 pm من طرف Admin

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط islam face على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط the face of islam منتدي وجه الاسلام على موقع حفض الصفحات
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
مفاهيم إسلامية:العدل Vote_rcapمفاهيم إسلامية:العدل Voting_barمفاهيم إسلامية:العدل Vote_lcap 
فارس المنتدى
مفاهيم إسلامية:العدل Vote_rcapمفاهيم إسلامية:العدل Voting_barمفاهيم إسلامية:العدل Vote_lcap 
ayman
مفاهيم إسلامية:العدل Vote_rcapمفاهيم إسلامية:العدل Voting_barمفاهيم إسلامية:العدل Vote_lcap 
الحامل لهم المسلمين
مفاهيم إسلامية:العدل Vote_rcapمفاهيم إسلامية:العدل Voting_barمفاهيم إسلامية:العدل Vote_lcap 
مفاهيم إسلامية:العدل Pageviews=1
برامج ضروريه
برامج
الرمز:
 

 

 

 

 

  

 

 

 

 

 

 

 

 مفاهيم إسلامية:العدل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin



عدد المساهمات : 146
تاريخ التسجيل : 04/07/2010
الموقع : islamface.forum.st

مفاهيم إسلامية:العدل Empty
مُساهمةموضوع: مفاهيم إسلامية:العدل   مفاهيم إسلامية:العدل Emptyالسبت يوليو 10, 2010 9:42 pm

مفاهيم إسلامية:العدل






محمد رجاء حنفي عبد المتجلي

لقد تكرّم المولى سبحانه تبارك
وتعالى على الكون كله، بانزال أعظم وحي، وأكمل تشريع ، على أكرم رسول،
وجعله رحمة للعالمين، وذلك مصداقا لقول المولى سبحانه عزّ وجل: {وَمَا
أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين}الأنبياء الآية 107 .وقد
اشتمل هذا الوحي على كلّ التعاليم والمبادئ، والمثل والقيم، والنظم
والقوانين والاحكام، وكافّة التشريعات التى تهدى إلى الحق والخير والإصلاح،
في شتّى ألوان الحياة، على اختلاف أنواعها وأشكالها، وتعّدد طرقها
ودروبها.وجاء في مقدمة دعائم الإصلاح قيام العدل قولا وعملا، إذ أن العدل
في القول يُلزم الانسان بتحرّي الصدق، والإخلاص فيه ، والأمانة وأدائها،
بحيث تصير الكلمة التى يلفظها لسانه صادرة من ضميره، ونابعة من قلبه،
متعمّقا أصولها فهما وفقهها بفكره وعقله، مدركا أنّ كل كلمة يقولها ذات أثر
كبير في المجتمع، فإمّا أن تكون له، وإمّا أن تكون عليه، وذلك مصداقا لقول
رسول الله صلوات الله عليه :" المؤمن كيّس فطن".والمؤمن الكيّس الفطن هو
على الـدوام متمسّـك بالـشعار القرآنيّ الكـريـم، الـذى يمثّله قول المولى
سبحانه عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ
لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً
عَظِيماً}سورة الاحزاب الآيتان 70،71 .والمؤمن الكيّس الفطن ، الذى يتحرّى
الصدق في القول، والأمانة في الكلمة، هو من يتذكر على الدوام قول المولى
سبحانه عزّ وجلّ :{وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى}
سورة الأنعام الآية 152 .ويعدّ من الأمور البدهيّة ، التى لاتقبل جدالا أو
نقاشا، أنّ الإنسان الذي يتّبع الهدف القرآنىّ في أمانة الكلمة، في كلّ
موقع من مواقع الحياة، وفي أىّ مجال من مجالات أنشطتها المختلفة، خاصّة إذا
كان المؤمن الكيّس الفطن ممّن يحملون مسئوليّة علميّة كانت دينيّة، أو
سياسية، أو اقتصاديّة، أو اجتماعيّة، أو عسكريّة ، والانسان الذى تحرىّ
أمانة الكلمة في كلّ ذلك، فلا بدّ أن يكون عمله كذلك مسايرا لقوله صدقا
وأمانة، وفي هذا الشأن يقول المولى سبحانه تبارك وتعالى :{إِلَيْهِ
يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} سورة
فاطر الآية 10 . العدل أساس الدين إنّ الإسلام الذي رضيه المولى سبحانه
تبارك وتعالى لعباده المؤمنين الكيّسين الفطنين، في قوله سبحانه عزّ وجلّ
:{اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينا} سورة المائدة الآية 3 . هذا الاسلام
يحثّ على العدل في كلّ شئ، واعطاء كلّ ذى حق حقّه ، ليعيشوا تحت مظّلته
آمنين، يمشون في الأرض، ويسعون في مناكبها، ويبتغون من فضله، يقول سبحانه
عزّ من قائل: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي
مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} سورة الملك
الآية 15 . وفي هذا تحقيق وتمكين للخلافة التى استخلفهم المولى سبحانه
تبارك وتعالى فيها، ولتأخذ زينتها وبهجتها، ويتمّ إصلاحها، فيكون العمران،
ويكون التآلف والتضامن ، ويشعر كلّ فرد بالعدل ، وبالحياة التى تّتسم برغد
العيش وطّيبه ، حيث الاحساس بالأمن والأمان، والسكينة والاستقرار ،
والطمأنينة على المال والعرض ، والنفس والولد.والعدل أساس الدين ، فلا يثمر
ثماره، ويؤتى أُكله، ولا ينساب في الأرض إلا بوجوده وتطبيقه ، ولرفعة
مكانته، وسموّ منزلته عند المولى سبحانه تبارك وتعالى تنّزلت به جميع
الشرائع التي أوحى بها إلى الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم، حتّى
يوجد المجتمع الذى يسوده العدل، وترفرف على ربوعه رايته ، فلا مكان فيه
لظلم أو جور، أو مجاوزة للحدود، وذلك لأن الكلّ له،والجميع عليه.وبناء على
ذلك تتلاشى جميع الفروق بشتىّ ألوانها ، ومختلف أنواعها، بين الأقوياء
والضعفاء، والأغنياء والفقراء، والأجناس والعصبيّات ، فالناس أمام الاسلام
سواسية كأسنان المشط، متساوون في الحقوق و الواجبات، فليس هناك امتياز خاصّ
لفرد من الأفراد، أو لطبقة من الطبقات، إلا بمقدار ما يؤديه من عمل لمصلحة
المجموع وسعادة المجتمع، وتلك هي التّقوى بمعناها الواسع، مصداقا لقول
المولى سبحانه تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم
مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا
إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ
خَبِير} سورة الحجرات الآية 13 .فما أجلّ وأعظم، وأكرم وأروع مبادئ الاسلام
وقيمه ومثله، التى تقوم في أساسها على العدل والاحسان ، وصدق المولى
سبحانه تبارك وتعالى حيث يقول: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ
وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ
وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} سـورة
الـنحـل الآية 90 .وكذلك تحثّ مبادئ الاسلام وقيمه على الوحدة العامّة،
والإخاء الشامل، والمساواة الكاملة ، واتاحة الفرص المتساوية أمام الجميع
بلا تفرقة. وأن الناظر في الاسلام ليجده قد أحاط الإنسان بكافّة الضمانات
اللازمة، للحفاظ على كرامته، ونفسه وعرضه وماله، وكلّ ما يتعلق به، ومن هنا
كان لابدّ أن يسود المجتمع الانسانيّ التعاون والتعارف، والأخوّة
والسلام.وتحقيقا لتعارف الشعوب نجد أنّه في القرن العاشر الميلادىّ، قام
ملك "بريطانيا" بارسال وفد من بنات الانجليز الأشراف إلى بلاد " الأندلس"
برئاسة أخته للدراسة في جامعات "قرطبة"، وحمل الوفد رسالة من الملك
البريطانىّ إلى الخليفة الأموى في "الاندلس" .وجاء في هذه الرسالة:" لقد
سمعنا عن التقدّم العظيم الذي تتمتّع به معاهد العلم والصناعات في بلادكم
العامرة، فأردنا بأبنائنا اقتباس نماذج من هذه الفضائل، لتكون بداية في
اقتفاء أثركم، لنشر العلم في بلادنا" ، وجاء في ردّ الخليفة على هذه
الرسالة قوله: "لقد اطلعت على التماسكم فوافقت على طلبكم، بعد استشارة من
يعنيهم الأمر". جزاء من يحيد عن العدل لقد توعّد المولى سبحانه تبارك
وتعالى كلّ من يحيد عن العدل، ويبتعد عن طريقه بالجزاءالشديد، حتّى ولو كان
نبيّا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم ، وهذا هو ما يستفاد من قول
المولى سبحانه عزّ وجلّ :{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي
الأَرْضِ فَاحكمُ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلاَ تَتَّبِعِ الهَوَى
فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ
اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} سورة ص
الآية 26 . وفي القرآن الكريم كثير من الآيات القرآنية الكريمة، التى تحمل
التوجيهات بالعمل على تحقيق العدل، وتلزم الجميع بالانصياع والاذعان له،
وتضع النّقاط فوق الحروف لأناس ملأوا الأرض ظلما، وعاثوا فيها فسادا،
واستهانوا بحقوق عباد المولى سبحانه عزّ وجلّ، فاستحقوا عذابه وقد وجّه
القرآن الكريم أنظار المؤمنين الكيّسين الفطنين إلى الأخذ بمبدأ المعاملة
الحسنة، والمعاشرة الجيدة، مع كلّ من لم يرفعوا في وجه أىّ مسلم سلاحا، أو
يحاولوا أن يتحرّشوا به، وفي هذا المعنى يقول المولى سبحانه تبارك وتعالى
:{لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ
وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوَهُمْ وَتُقْسِطُوا
إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ } سورة الممتحنة الآية 8
.ثمّ يوجّه القرآن الكريم أنظار المؤمنين الكيّسين الفطنين إلى أن يكونوا
قوامين بالعدل، فلا يحيدوا عنه لا يمينا ولا يسارا، ولا تأخذهم في المولى
سبحانه تبارك وتعالى لومة لائم، ولايصرفهم عنه صارف، وأن يكونوا متعاونين
متناصرين فيه، وأن يؤّدوا الشهادة للحق سبحانه عزّ وجلّ وحده خالية من
التحريف والتبديل والكتمان ولو كانت على أنفسهم، أو الوالدين ، أو على
الأقربين، ويحذرهم تحذيرا شديدا من حملهم الهوى والعصبية وبغض الناس لهم
على ترك العدل، ولا يحرفوا الشهادة ويغيروها متعمدين الكذب، وذلك في قول
المولى سبحانه عزّ وجلّ :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا
قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ
الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِياًّ أَوْ فَقِيراً
فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُوا الهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإِن
تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ
خَبِيراً} سورة النساء الآية 135 .ثم يقصّ القرآن الكريم أنّ "فرعون" علا
في الأرض، وجعل أهلها أحزابا وشيعا مختلفين، يستضعف طائفة منهم ، يذبح
أبناءهم، ويستحيل نساءهم غدرا وظلما، فأخذه المولى سبحانه عزّ وجلّ أخذ
عزيز مقتدر، ويصدق هذا قوله سبحانه وهو أصدق القائلين:{فَحَشَرَ فَنَادَى
فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ
وَالأُولَى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِّمَن يَخْشَى} سـورة النازعـات
الآيتـان 23 -26 .ولقد كان " قارون" من قوم موسى عليه السلام، بيد أنّه
اغترّ بما أوتي من غنى، وأخذته العزّة بالاثم، وبغى على الناس، فكانت
عقوبته: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن
فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ المُنتَصِرِين}
سورة القصص الآية81. .وفي مدينة "ثمود" ، الذين أرسل اليهم نبىّ الله
سبحانه عزّ وجلّ رسوله، كان هناك تسعة رجال امتلكوا أمر "ثمود" يفسدون في
الأرض ولا يصلحون، فأهلكهم المولى سبحانه عزّ وجلّ وقومهم أجمعين، وأصبحت
بيوتهم خاوية بما ظلموا. وما أصدق ما قصّه القرآن الكريم عن كلّ من يتجاوز
الحدّ، واستمرأ الظلم، واستحلّ المظالم، وفي هذا يقول الحقّ سبحانه عزّ
وجلّ :{فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا
عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ
خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ
لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ } العنكبوت:
الآية 40 .تلك هي سنّة المولى سبحانه تبارك وتعالى في القوم الظالمين، فهو
سبحانه عزّ وجلّ يمهل ولا يهمل، وصدق رسول الله صلوات الله وسلامه عليه حيث
يقول "إن الله ليملى للظالم حتّى اذا أخذه لم يفلته"، ثمّ قرأ صلى الله
عليه وسلم قول المولى سبحانه عزّ وجلّ:{وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا
أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} سورة هود
الآية 102 .ومّمـا يـروى في ذلك، أنّ رجلا من الأنصار يقال له " طعمة بن
أبيرق"، قـام بسرقة درع في جراب يحتوى على دقيق، من جار له يدعى " قتادة بن
النعمان"، ثمّ خبأه عند رجل من اليهود يسمىّ " زيد بن السمين" ، فـصـار
الـدقيـق ينزل ويخّط الأرض من خرق الجراب، حتى وصل إلى دار اليهـودىّ،
فـالتمـس قتـادة درعــه عـنــد طعمة، فأقسم بالله سبحانه عزّ وجلّ (كاذبا(
ما أخذه، فتركه وتتبّع أثر الدقيق حتىّ انتهى إلى منزل اليهـودىّ، فـوجـد
الـدرع عنده، وقد قـام اليهـودىّ بنفـى تهمة السرقة عنه، وقال إنّ الذى
أعطاه الدرع طمعة بـن أبيـرق، فـرفـع الأمر إلى رسول الله صلوت الله وسلامه
عليه ليحكم في الامر. وحـاول أهـل طعمـة وعـشيرته بكلّ الطرق وشتّى
الأساليب تبرئته من تهمة السرقة عند رسول الله صلوات الله وسلامه عليه،
والصاق التهمة باليهودىّ، ولقد همّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحكم
بتبرئة الأنصارّى وادانة اليهودىّ، أخذا بظاهر الأدلة التى سيقت لتقف إلى
جانب الأنصارّى.وهنا ينزل المولى سبحانه تبارك وتعالى قرآنا يبيّن وجه
الحقّ، ويوجّه المسلمين في شخص نبيهم ورسولهم صلى الله عليه وسلم ، إلى
وجوب تحرّى العدل والأخذ به، لأنّه يعلو ولايُعْلَى عليه، وأنّ جميع الناس
أمامه سواء، يقول المولى سبحانه عزّ وجلّ في هذا التوجيه الرّبّانيّ
:{إِنَّا أنزَلْنَا إِلَيْكَ الكِتَابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ
النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيما
وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَّحِيماً وَلاَ
تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ
لاَيُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ
وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا
لاَ يَرْضَى مِنَ القَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطا هَا
أَنتُمْ هَؤُلاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن
يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ
عَلَيْهِمْ وَكِيلاً وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ
يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيما وَمَن يَكْسِبْ
إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً
حَكِيما وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً
فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } سورة النساء الآيات
105-112 . حرص الرسول الكريم على تطبيق العدل لقد كان رسول الله صلوات الله
وسـلامـه عـليـه المثل الكامل في احترامه للحياة، في كلّ مظهر من مظاهرها ،
وفي جميع أشكالها ، ويصــدر ذلـك من قلبه الكبير الذى يســع آلام الـناس
وآمالهم، ومن رحـمتــه الـشـاملة النابعـة عن عدله التـى أودعـهـا سبحـانـه
تبـارك وتــعـالى فـي قـلبـه، وتبلـغ تلـك الـرحمــة ذروتهـا وأوج
قـمـّتـهـا فـي ذلـك الـمشهـد المثير، الذى يرويه عبدالله بن عمر- رضى الله
عنهما - ، حيث قـال : كنـّا مــع رســول الله صلى الله عليه وسلم فــي
بعـض غـزواتـه ، فـمـرّ بقوم، وامـرأة فـيهـم تـحصـب تنـورهـا ومعهــا ابـن
لهـا، فــاذا ارتـفـع وهج الـتنـّور تنحـّت بــه، فـأتت الـنبـىّ صلى الله
عليه وسلم ، فقالت: أنت رسول الله؟.. قال:"نعم"، قــالـت :بـأبـى أنـت
وأمــي ، ألــيـس اللــه بأرحم الراحمين؟.. قال : "بلى"، قـالــت: ألـيس
اللــه أرحم بعباده من الأمّ بولدها ؟.. قال : " بلى"، قالت فإن الأمّ لا
تـلقـى ولدها في النار.. فأكبّ رســول اللــه صلى الله عليه وسلم يبكــى،
ثـمّ رفــع رأســه لـهــا وقــال:"انّ اللــه لايـعـّذب مــن عباده إلا
المارد المتمرّد، الذى يتمــرّد عــلى اللــه، ويأبى أن يقول: لاإلـه إلا
اللـه"، فـهــل هـنـاك رحمــة وعدل مثل هذا؟!!.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islamface.forum.st
 
مفاهيم إسلامية:العدل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
the face of islam منتدي وجه الاسلام :: القضايا الاسلاميه و احوال المسلمين :: الدفاع عن الاسلام-
انتقل الى: